***************** يا ليلُ ****************
=============================
يا ليلُ غِثْني مرّةً
حبُّ الحبيبِ أحاطَنِي
و العِشقُ ذَوَّبَنِي
فتُهْتُ و قد جَفَتْ عيناهُ
إنّي تَعِبتُ من الهروبِ
فليتني كسحابةٍ
أو نجمةٍ
أو كوكبٍ
أو ما غَوَتْ شفتاهُ
هو من تراقَصَتْ الضلوعُ إذا أتى
و إذا مضى
فالبحر يبكي
ثم يكظم موجةً
في قلبها نجواهُ
كنّا نحوم كما الطيورِ بغصنها
نحكي
نقصُّ بصمتنا
نشتاق رغم لقائنا
نتنسّمُ الأمطارَ
نصرخ فرحةً
نجري
و نشعلُ في الشواطئِ ضحكةً
كنا نخاصرُ لهفةً
والحب يرْفلُ بيننا
فكأنّنا سكْناهُ
يا ليل غثني بالدموعِ
لعلها
تنهال تمسح وحدتي
ماذا تبقّى بعد هجرٍ قارسٍ
إلا الحنينُ
فهل تفي ذكراهُ
هل من كهوفٍ للهوى
أهوِي بها
أُمسي بها
أُرثي بها حباً شهيداً
أمتطي سِرجَ الظلامِ
و أختفي
فأقول وا غوثاهُ
لكنّ عشقي لا يموت من النوى
يغتال كلَّ فراقِنا
هو قد تغلغلَ في دمي
إنّي أنا إيّاهُ
شّوْقي تمثّلَ واقفاً
هذا الخيال يحوم بي
و بكلِّ حينٍ ألتقي لقياهُ
طيفٌ يداعب وجنتي
يمتدُّ حتى مهجتي
يمحو شجوني بابتسامةِ وردةٍ
و يقول كلَّ عشيّةٍ
لا تجْزعي
أنتِ الحبيبةُ فابسمي
هذا الحبيبُ سيعتلي فرس الهوى
سيعودُ حتماً غِرّةً
فلتستعدُّ لحضنِه أنثاهُ
فلتستعدُّ لحضنِه أنثاهُ
========
شعر : د. محمد عباس الطاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق