مسُّ رحيقها
=======
كلُّ القصائدِ تحتوي بسماتي
إلا عيونٌ فيهما سَكَراتي
أَجترُّ دمعاً لاهياً فوق الذُّرى
و أصيبُ قلباً ثائرَ النبضاتِ
يا غادةً أشتاق مسَّ رحيقِها
هلا أخذتِ الحبَّ من نظراتي
لولاكِ ما كنتُ الصريعَ غرامِه
فالسيفُ من جفنيكِ طال حياتي
و الهمسُ من شفتيكِ إثمٌ بارعٌ
لكنه همسٌ من الجنّاتِ
ما أنتِ إلا كوكبٌ متمردٌ
ذو طلعةٍ كالشمسِ في الظلماتِ
قد ذقتُ منكِ صبابةً فيها المنى
كلُّ المنى أن ألتقي بمهاتي
ماذا إذا أيقظتُ ورداً نائماً من حلمِه
كي يستظل بشرفةِ الوَجَناتِ
هل سوف يبقى هائماً في نومِه
أم سوف يهذي في دُنا اللذّاتِ
إنّي أحبُّكِ فارتقي عرشَ الهوى
فاليومَ أصبحَ ذائبا في الآتي
و التاجُ في هامِ الجمالِ مدلَّلٌ
هل تنظري لبراعةِ المرآةِ
تلك العيونُ تريدني بسجونِها
فكأنّ كلَّ رموشِها كَرُماةِ
إني ألوذ بكلِّ وردٍ سابحٍ
لكنه مثلي بلا مَنْجاةِ
يسمو جمالُكِ مرّةً في نيلِنا
و أراه يسبح في خريرِ فراتِ
فالأرضُ ملكُكِ و الكواكبُ مثلُها
و الشمسُ ترجع لو رأتْكِ فتاتي
كلُّ السحابِ يراكِ فوق جماله
قمراً جديداً فيه سحرُ لغاتِ
قبسُ الهوى يجتر منكِ جنونَه
و يصبُّ في قلبي و في مأساتي
فالليل و الأشواقُ بلّلَ دمعُهمْ
صدري و حجري بل و حِبرَ دواتي
*******************************************************************************
شعر : د. محمد عباس الطاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق